من نحن... إلى أين نسير؟ هي أسئلة الراهن التي يحملها المغرب والمغاربة أجمعين، لا تتوقف مجموعة هوبا سبيريت في ترسيخها كخلفية أساسية عبر مضامين أغانيهم، إذ حسب رضا العلالي أحد مؤسسي الفرقة سنة 1998، فإن قضايا الاندماج والمخدرات والهجرة السرية وقضايا أخرى تهم الشباب هي الموضوعات المتناولة التاوية بأغانيهم، وذلك بالاعتماد على المزج بين لغات وألوان موسيقية مختلفة وبالضبط توظيف موسيقى الريغي التي يرتبط معها المغاربة والعرب وجدانيا باعتبارها تحمل قضايا الإنسان والسلام في العالم، بالإضافة إلى مزجها بالإيقاعات الشعبية المغربية لما لها من التصاق حميمي بتفاصيل اليومي وتبدلاته...
التقينا فرقة هوبا هوبا سبيريت أثناء مشاركتها في مهرجان روافد أوزان بمدينة العيون، والتي تعتبر واحدة من المشاركات العديدة التي تستدعى إليها عبر المدن المغربية وكذا اللقاءات والمهرجانات الدولية، وكان لنا حديث معهم عن مسار المجموعة وإنتاجها الغنائي بالإضافة إلى جملة من التساؤلات حول آفاق المجموعة وواقع حال المجموعات الغنائية بالمغرب وعوائق الإنتاجية والمردودية في هذا المجال.
بدأت فرقة هوبا هوبا ترسم مسارها الفني منذ سنوات في المشهد الموسيقى المغربي، شاركت أول مرة سنة 2003 في مهرجان"كناوة" بمدينة الصويرة، لتليها العديد من الأمسيات خارج المغرب وخاصة إسبانية وفرنسا وسويسرا وتونس وانجلترا والنيجر هذه الأخيرة التي حصلوا فيها على الميدالية الفضية عن إحدى أغانيها أثناء الألعاب الفرنكوفونية سنة 2005.
الشعر موجود في الواقع المعيش حسب المجموعة التي لا تزال في سعي حثيث لتكسير المفاهيم والمعطيات التي ألفناها، فهي لا تبحث عن تقديم الجميل والرائع بقدر ما تنطلق من قضايا وهموم الذات وسؤال الحاضر، هدفها أن تصير صوت من لا صوت له، وتعبير عن المختفي والمهمل في مصائر شباب الهوامش المثقل بتاريخ طويل من اللا مبالاة والتهميش.
المجموعة هوبا هوبا سبيريت رأي مغاير عن تفاقم حدة القرصنة، فحسبها يمكن توظيفها كوسيلة للوصول إلى جمهور لا سبيل للوصول إليه، وبالتالي اعتمدت المجموعة على شبكة الأنترنيت لإدراج ألبوماتها بالمجان حتى يتسنى لمحبيها التواصل معها و معرفة آخر انتاجاتها، لا يقف الأمر عند هذا الحد عند المجموعة بل تتجاوز مقاربتها عن القرصنة لتطرح مشكل حقوق التأليف، فحسب رضا العلالي فإن المجموعة لا تتوصل بحقوق إدراج أغانيها في الراديو أو إحدى القنوات التلفزية، هذا بالإضافة إلى غياب الاحترافية لدى شركات التوزيع و ندرة الفضاءات الممكن استثمارها من طرف المجموعات الغنائية.
لمسنا عند لقائنا الفرقة روح التناغم والتحدي خلال إجاباتهم، فهم مصرون على إنتاج موسيقى ومواد غنائية تفوق ما هو موجود في العالم الآن، ومرد هذا الإصرار يكمن في هذا التلا قح ما بين إيقاعات العالم المتوسطي وخصوصا التأثير المباشر للموسيقى العربية وتنوع وغنى الموسيقى المغربية بالإضافة إلى الإنفتاح على موسيقى الغرب، وكل هذا بالنسبة للفرقة يؤدي إلى تواجد خلفية فنية للمبدع المغربي باستطاعته تقديم منتوج متعدد ومختلف مما يروج..