الكباريهات المفتوحة خاصية مدن قليلة في العالم عرفت بدرجة كبيرة من الجرأة على المحرمات، وبنشر ثقافة التعري والشذوذ. مثل عاصمة الشواذ في العالم سان فرانسيسكو ، ومثل لاس فيغاس بالولايات المتحدة الأمريكية المشهورة بكازينوهات القمار وكباريهات ال ستريب تيز ، وكذلك بعض الكباريهات المشهورة في باريس مثل المولان روج و لي فولي بيرجير و الكرزي هاوس . هذا النوع من الملاهي لا وجود له في الدول التي مازالت لقيمة الحشمة والوقار لها مكانتها داخل الأسر، ومازالت فيها الأسرة لها قيمتها. حتى الدول الأكثر جرأة في إفريقيا وآسيا ترفض مثل هذه الأماكن.
ولكننا في المغرب؛ وخصوصا في مراكش التي أصبحت مستهدفة من شواذ العالم يقصدونها لتفريغ ما لا يستطيعون تفريغه من شذوذ في بلدانهم، لم نعد نحفظ حرمة لعدد من القيم الأخلاقية أو الثقافية. بل أصبحت الثقافة مصطلحا يُقرصَن في كل مرة يراد فيها التضليل بتسمية الأشياء بغير مسمياتها.
فالكازينو الذي ينوون افتتاحه في مدينة القاضي عياض وأبي العباس السبتي ويوسف بن تاشفين؛ يفتخرون بأنه سيكون الأول من نوعه في إفريقيا، (حتى غير المسلمة منها) ، وفي العالمين العربي والإسلامي، بحسب ما أوردته جريدة ليكونوميست، و قدموا له بكونه سوف يكون مزجا للثقافات والتقاليد ؛ بمعنى أنه سوف يمزج بين ثقافة العري وثقافة التسيب الملفوفة في سلهام مغربي أصيل. وسراويل القندريسة لإضفاء بعض الفكلورية على الجو.
المزج بين الثقافات و نشر ثقافة التسامح وغيرها من المصطلحات؛ أصبحت تستعمل بكثرة كلما أريد لنا السكوت عن اختراق مجتمعنا بما نَتِن وعَطِنت ريحه في بلاده حتى مجته النفوس السليمة المتبقية هناك.
قال لي زميل مصري قضى بيننا في الجريدة فترة من الزمن، إن أهم ما لاحظه في المغرب هو أنه بلد مستهدف أكثر من غيره من البلاد العربية، والأسرة المغربية بالخصوص مستهدفة جدا لإفراغها من قيمتها الصلبة، ولا أدري لماذا؟ ربما لأنه البلد الذي استعصى على الاستعمار لأطول مدة بفضل تشبث المغاربة بأصالة دينهم. فيراد له اليوم أن تفتر فيه هذه الروح حتى يسهل استعباده واستباحته .
الكاباريه الذي يراد فتحه في مراكش في مارس المقبل اختاروا له إسما هو فولي س مراكش وهو إسم يتناص مع اسم كباريه باريس المشهور لي فولي بيرجير . وفكرة فتح كاباريه في مراكش يحمل إسما يوحي بالتوأمة مع لي فولي بيرجير كانت موجودة منذ أوائل سنوات استقلال المغرب؛ وقد اقترح له إسم لي فولي بيربير . غير أن الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله رفض رفضا قاطعا الترخيص لمثل هذه الأماكن أن تحل بالمغرب. لنا أن نتساءل اليوم: من رخص لهؤلاء؟