إدمان الشباب للإنترنت يصيبه بالعزلة الاجتماعية ويقتل الحوار بين أفراد الأسرة.. حقيقة رصدتها د. علياء سامي المدرس في كلية الإعلام في دراسة حصلت بها علي درجة الدكتوراه، كما جاء بصحيفة المصري اليوم اليومية .
ومما خرجت به الدراسة أن معظم أفراد العينة أكدوا أنهم يستخدمون الإنترنت يومياً من ساعتين إلي أربع ساعات، للحصول علي المعلومة والتواصل مع الآخرين والتسلية والترفيه ومطالعة الصحف والمواقع الإخبارية وأخيراً التسوق، وقالوا إنهم يعبرون من خلال استخدام الإنترنت عما يدور بداخلهم ولا يستطيعون الإفصاح عنه لأي شخص.
ما هو إدمان الإنترنت؟
ولمزيد من الاستيضاح تحدثنا مع الدكتور أحمد فخري استشاري علم النفس بجامعة عين شمس الذي يعلق على نتائج الدراسة بتعريفه للإدمان بقوله: يُعرف إدمان الإنترنت بأنه مرض مثل الإدمان المعروف، ومصنف وسط أنواع الإدمان الأخرى، مثل إدمان المخدرات، فالإدمان مرض إما يكون سلوكياً ويمثله إدمان المخدرات، أو إدمان لمادة، أو لعلاقة، وإدمان الإنترنت من الإدمان السلوكي، والذي يتعرض فيه الشخص للإنترنت لمدة تبدأ من 10 إلى 18 ساعة.
علامات الإدمان
وعن علامات إدمان الإنترنت يقول الدكتور أحمد إنه بمجرد استيقاظ الشخص من النوم، يتجه لتصفح صندوق بريده الإلكتروني ظناً منه أنه سيجد رسالة ما مهمة تنتظره، فالمدمن للإنترنت لديه دائماً إحساس أنه سيصله رسالة مهمة فيتصفح بريده الإلكتروني عدة مرات خلال اليوم بحثا عن هذه الرسالة المهمة المزعومة، وهذا يؤثر –والكلام لدكتور أحمد- على مهامه الاجتماعية فلو كان طالباً يهمل في دراسته أو لو كان يعمل فيبدأ في تأخير مواعيد عمله، أو يصطحب معه الكمبيوتر المحمول للعمل لتصفح الإنترنت هناك ، كما ينسحب من الواقع ويصنع عالماً من العلاقات التخيلية أمام الشاشة لدرجة أنه يأكل أمام الكمبيوتر .
الآثار النفسية
أما عن الآثار النفسية لإدمان الإنترنت فيقول إن مدمن الانترنت يحدث له حالة من القلق والاكتئاب والإفراط في تناول الطعام كما يشعر بالوحدة والانطواء، ويتسبب إدمان الإنترنت في عدم قدرته على المواجهة اجتماعياً وهو ما يعكس نقص في البناء والنضج النفسي لديه، فتقل لديه مهارات التواصل ولا يستطيع أن يدخل في علاقات حميمية مع الآخرين، ولا يستطيع التعبير عن نفسه بسهولة وتقل قدرته على اتخاذ القرار.
بداية الإدمان
ويعلق على نتائج الدراسة قائلاً: إدمان الإنترنت إدمان سلوكي، والتعرض لشبكة الإنترنت لمدة 4 ساعات يومياً بداية الطريق نحو إدمان الشبكة، فقد وجدنا أن الأطفال والمراهقين حتى سن 15 سنة يستخدمون الإنترنت بشكل جنوني قد يستمر لمدة 12 ساعة مما يؤدي لانقطاعه عن العالم من حوله ويبدأ في العيش في الوحدة وتتأثر علاقاته الاجتماعية بهذا .
نصيحة أخيرة
وينصح الدكتور فخري الشباب المدمن للشبكة العنكبوتية أن يمارس الحياة بشكل متوازن ، ما بين استخدام الإنترنت وتكوين علاقات اجتماعية سليمة، وممارسة هوايات أنشطة رياضية، مع توزيع الأنشطة خلال اليوم.
ليس إدماناً
أما الدكتورة رشا عبد الله أستاذ تكنولوجيا الإعلام المساعد بالجامعة الأمريكية فلها رأي مختلف ، فتقول : لا يعتبر استخدام الإنترنت لمدة 4 ساعات يومياً إدمان ، فالإدمان له أعراض مثل أعراض أي مرض .
وعن استخدام الشباب للإنترنت في الحصول على المعلومات كأكثر استخدام أسفرت عنه الدراسة تعلق بقولها: مسألة الحصول على المعلومات في غاية الأهمية ، فكمية المعلومات المتاحة على الإنترنت غير متاحة في أي وسيلة إعلامية أخرى لدرجة أن وسائل الإعلام بدأت تتحرك أسرع خوفاً من منافسة الإنترنت، ففي لحظات يمكن الوصول لأي معلومة في أي مجال .